تتأثر حياتنا بشكل كبير بالمواقف اليومية، التي تمر بنا، فالكثيرون يقعون تحت وطأة البؤس، والخوف والتراجع، والفشل وغيرها من المشاعر السلبية، التي تهدد حياتنا أحياناً 

ربما بسبب عدم معرفتنا وطريقة تعاملنا مع تلك الأحاسيس، التي تراودنا وتسبب لنا القلق، ونسبب لأنفسنا ولغيرنا الكثير من الويلات والمصائب.

الدكتور إبراهيم الفقي يقول: الأفكار من صنع الإنسان، والعالم الخارجي لا يستطيع أن يؤثر في أي إنسان من دون إذنه الشخصي.

إن السعادة معدية، والحزن مُعدٍ، وكل الأمور السلبية إن تراكمت علينا ستؤدي حتماً إلى فشل كبير ودوامة لا نهاية لها، البعض ينغمس فيها لدرجة كبيرة وينسى معها أهدافه في الحياة، وربما أحياناً قد يسحب معه الآخرين، فمثلاً إذا كان الوالدان في خصام مستمر ومشاكل لا تنتهي ونزاعات وعنف وشجار، حتماً، سيكبر الأطفال في بيئة غير صحية، يسودها الخوف والاضطراب، وانعدام الأمن والثقة، وقد يتعرضون للتنمر في مدارسهم، والفشل في دراستهم والصعوبة في استكمال حياتهم اليومية في ظل البيئة، التي يعيشون فيها، السعادة لن تأتي إليك وأنت في ظل البؤس والقتامة والسلبية، السر ألا تنتظر في الظلام، بل المطلوب منك أن توصد أبواب الماضي، وأن تفتح ذراعيك للمستقبل، السعداء من ينشرون السعادة للآخرين، فعندما تسعد نفسك فإنك ستصبح قادراً على تحمل المسؤولية وأكثر قوة في مواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب، وستكون قادراً على مساعدة الآخرين، فما أجمل أن تكبر وأنت تستمتع بوقتك مع زوجتك وأطفالك وهم يكبرون معك، تظلهم بفرحك وسعادتك وحبك، كلنا نعيش الحياة بطرقنا ونتفاعل معها بشكل مختلف، كل واحد منا يستشعر قيمتها بطريقته، فنعمة الزوج والأولاد والأصدقاء والوظيفة والأسرة والجيران كلها سعادة، فلماذا لا نكون صناع اللحظات السعيدة لكل من حولنا ؟ لماذا لا نتجاوز الأنا والذات لنفكر في الآخرين؟ فالاهتمام بالآخرين والتفكير فيهم، ومحاولة إسعادهم، وإدخال البهجة في قلوبهم، حتماً، سينعكس علينا بالحب، وعلى قلوب أحبائنا، أن نجاحنا أن نرى الآخرين في سعادة، فما أجمل المشاركة في الحب، والعطاء، والمرح، والنجاح، والأحزان والأفراح، أن أبواب العطاء مفتوحة، وكلنا قادرون على تحقيق ولو جزء بسيط ويسير من أفراح الآخرين، فلقد قال أحد الحكماء: «أنت لا تحتاج إلى البحث عن السعادة، فهي ستأتيك حينما تكون قد هيأت لها موقع إقامتها في قلبك».

يهتم الكثيرون بنجاحك، فأسرتك وأصدقاؤك وزملاؤك هم محيط دائرتك، الذين تستمد منهم الخير والمحبة والتعاون، إنها دائرة متكاملة، فعندما تطلب مساعدة الآخرين كن على استعداد للمساعدة في المقابل بكل حب وحماس، يقول الكاتب راندل جاريل: «ازرع البسمة في وجهك تحصد السعادة في قلوب الناس».